هل أنجح في إيجاد شريك حياتي عبر “الشات”؟


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
عمري 22 عاماً ، طولي 141، ووزني 50، مشكلتي تكمن في أنني أميل للعزلة والانطوائية والخجل، فلا أحب مقابلة الناس أو حتى استقبالهم في المنزل، ولست معتادة على التحدّث معهم بسبب الخجل، بدأت قبل سنتين بالدخول إلى الشات والتعرف على الشباب، فبدأت أتعلق بهم وأحبهم، وحالما أنهي علاقتي بأحدهم ما ألبث حتى أرتبط بآخر، بسبب الفراغ الذي أشعر به وألم الفراق؛ كما أنني أشعر أن الفتيات الأخريات لا يتقبّلنني كما يفعل الشباب.
لعلكم أجبتم على السؤال فيما سبق فأرجو الحصول على رابط الإجابة.




الإجابــة

شكراً لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.
فيبدو من خلال سؤالك أن عندك حالة من الخجل الاجتماعي، ولاشك أن لهذا علاقة وثيقة مع الطريقة التي عوملت بها في طفولتك من قبل أسرتك وإخوتك، ومع تجارب الحياة التي مررت بها، وليس مجرد خلل في الشخصية أو ما شابه ذلك، فتجارب الحياة هي التي أوصلتك لهذه الحال حيث تشعرين بالخجل أو الانطوائية وقلة كلامك مع الناس.
هل يستطيع الإنسان تجاوز تجارب الطفولة؟
الجواب نعم، ليس بالسهل أحياناً، إلا أنه ممكن، ومن أهم علاجات الخجل الاجتماعي والذي قد يصل لحد الرهاب والخوف، والعلاج الأكثر فاعلية هو العلاج السلوكي والذي يقوم على إعادة تعليم الشخص بعض السلوكيات والتصرفات الصحيّة كبديل عن السلوكيات السلبية، فبدل تجنب الأماكن والمواقف المخيفة أو المزعجة، فإنه يقوم بالتعرض والإقدام على هذه المواقف والأماكن حتى يتعلم من جديد كيف أن هذه المواقف والأماكن ليست بالمخيفة أو الخطيرة كما كان يتصور سابقاً، ويشرف عادة على هذه المعالجة الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي، والذي يحتاج أن يكرر جلسات العلاج عدة مرات.
ولكن ليس بالضرورة على كل من يعاني من الخجل الاجتماعي أن يذهب للأخصائي النفسي، فكثير منهم يعالج نفسه بنفسه، والمطلوب منك الآن العمل على اقتحام مواقف الاختلاط بالناس والتعامل معهم، وعدم التجنب، فالتجنب لا يزيد المشكلة إلا تعقيداً، وسترين وخلال فترة قصيرة كيف أن ما كنت تخشينه من بعض المواقف في مواجهة الناس ليست مخيفة كما كنت تعتقدين.
أنصحك بقراءة كتاب عن حالات الخجل والرهاب، فمعرفتك بهذا يزيد من احتمال تعافيك، وهناك على هذا الموقع الكثير من الاسئلة والأجوبة المتعلقة بهذا الموضوع، مما يشير إلى مدى انتشار مثل هذه الحالات، وإن كان معظم الناس يتجنبون الحديث في هذا الموضوع.
وأما موضوع دخولك على النت والحديث (تشات) مع الشباب، فلا أظنك تحتاجين مني أن أذكرك بخطورة وضرر هذه المحادثات، وما يمكن أن تقوليه عن نفسك مع شخص على الطرف الآخر، لا تدرين أين هو، ومن هو، ومدى صدقه فيما يقوله لك، كلها أسئلة كثيرة تجعلك تتحدثين مع “شبح” خيالي لا ندري ما هي حقيقته، ولا يخفى عليك مضار هذا على فتاة في عمرك، وأمامك فرص الحياة الكثيرة.
لا تجعلي خجلك من الناس يدفعك للتعويض عن التواصل معهم عن طريق التواصل عن طريق النت. وستلاحظين وبعد تشجيع نفسك واقتحام لقاءات الناس والجرأة في الحديث معهم في واقع الحياة أن تشعري بضعف الحاجة للحديث من الناس الافتراضيين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقبل ذلك وبعده تذكري مراقبة الله تعالى لك ومحاسبته، وأنك ستقفين بين يديه ويسألك عن كل صغيرة وكبيرة، فأعدي لهذا السؤال جواباً.
أدعو الله تعالى لك بالتوفيق والنجاح في أقرب فرصة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق