
ملخص الخطبة

1- المصائب عقوبة الله لنا على ذنوبنا وتصيرنا. 2- مصارع الأمم السابق بسبب ذنوبها. 3- في حوادث ومصائب الأمم المجاورة عظة وعبرة لنا. 4- مسؤولية كل في بابه وعمله. 5- فشو المنكرات سبب في حلول العقوبة الإلهية.

أما بعد:
معشر المسلمين: إن المصائب لا تقع إلا بإذن الله تعالى قال الله عز وجل:




لذا يجب على العباد الرجوع والامتثال والاستقامة قبل فوات الأوان قال تعالى:


أيها المسلمون: إن الله تعالى قد جعل لكل شيء سبباً يجلبه ،وآفة تذهبه ،فطاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم سبب لجلب النعم المفقودة ،وحفظ النعم الموجودة ،أما المعاصي فهي سبب لذهاب النعم ،وحلول النقم ،إذ هي تزيل النعم الحاصلة ،وتقطع النعم الواصلة.
أيها المسلمون: احذروا المعاصي والذنوب ،واتقوا خطرها على الأبدان والقلوب ،وانظروا وتفكروا في ظهور أثرها على الأوطان والشعوب ،فإنها سلاّبة للنعم جلاّبة للنقم ،تورث أنواعاً عظيمة من الفساد،وتحل أنواعاً من الشرور والفتن والمصائب في البلاد. إن ضررها على الأفراد والمجتمعات، أشد وأنكى من ضرر السموم على الأجسام ،إنها لتخلق في نفوس أهلها التباغض والعداء ،وتنزل في قلوبهم وحشة وقلقا ،لا يجتمع معها أنس ولا راحة.
قال الله:


أيها المسلمون: إن المعاصي والذنوب هي أصل كل بلاء ،ومصدر كل شقاء ،ومنبع كل غضب وانتقام،فما نفرت النعم ولا حلت النقم ،ولا تسلط الخصوم والأعداء ،ولا حلت الأدواء، ولا هجمت المصائب والنكبات إلا بشؤم الرذائل والمنكرات.
عباد الله: ليس في الدنيا ولا في الآخرة شر ،ولا داء ،ولا بلاء ،إلا وسببه الذنوب والمعاصي ،وما عذبت أمة من الأمم إلا بذنوبها ،ففي كل آية عبرة ،وفي كل مثل من الأمم السابقة بلاغ وذكرى ،لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ،وقال تعالى مبيناً سبب أخذ المهلكين وعقابهم:


كل هذا كان فيمن قبلنا لكن الذنوب هي التي تهلك الأمم اللاحقة أيضاً ،فقال تعالى:




أيها المسلمون: ما نزل بالأمم والشعوب من ذل وهوان ،وآلام وعقوبات وفتن وزلازل ،وما سُلط الأشرار ،وسيطر الفجار وغلت الأسعار وشحت الوظائف ،وكثرت الجرائم ،إلا بسبب الذنوب والمعاصي،والمجاهرة بذلك من الداني والقاصي وترك الأوامر والنواهي ،فاعتبروا يا أولي الأبصار. قال تعالى:


وما الذي أغرق فرعون وقومه ،وخسف بقارون الأرض ،وما الذي هد عروشاً في ماضي هذه الأمة وحاضرها طالما حُميت.إنه الذنوب والمعاصي.
أيها المسلمون :اعتبروا بالمصائب التي تحصل في معظم الأوطان من الفيضانات والطوفان،والأعاصير التي تهلك الحرث والنسل في بعض الجهات ،والجدب والجفاف وكثرة المجاعات وانتشار الأوبئة والأمراض في كثير من المجتمعات ،وحوادث السيارات والقطارات المهلكة والبواخر المغرقة والطائرات المحرقة ،والزلازل المروعة التي تأتي على البنيان من القواعد.








وقال سبحانه مبيناً عاقبة الظالمين الذين يكفرون نعم الله ولا يشكرونها قال تعالى:




أيها المسلمون: إن المصائب سببها ما تكسبه أيدي الناس من الذنوب ،قال تعالى:




أيها المسلمون: إن معصية الله تعالى والمجاهرة بذلك كفر بالنعم، وإن الكفر بالنعم سبب للعذاب والعقاب ،قال الله عز وجل:


وقال سبحانه:




أيها المسلمون: إن المصائب والأحداث ما هي إلا نذر للمسلمين لكي يعودوا ويرجعوا إلى تصحيح أعمالهم ورفع المظالم وإقامة العدل في بلادهم ،فالظلم والبعد عن شرع الله تعالى سبب للهلاك ،قال تعالى:


فاتقوا الله أيها المسلمون وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون،واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون ،واستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
وقد وعد سبحانه ووعده الحق أن لا يعذب المستغفرين ،قال تعالى:


اللهم اغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار ،واجعلنا من الصابرين والصادقين والقانتين والمستغفرين بالأسحار ،والحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق